قرأ الجمهور (ص) بسكون الدال وقرىء صاد بضم الدال وقرىء بكسر الدال بتنوين وبغير تنوين وقرىء بفتح الدال، وقرأ الجمهور (عزة) بالعين المهملة والزاي المعجمة وقرىء (غرة) بالغين المعجمة والراء المهملة, وقرأ الجمهور {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} بفتح النون من حين وقرىء بضمها وقرىء بكسرها إيضا.
المفردات:
(ص) من الفواتح الكريمة مثل: ق ون وحم وألم وغيرها, فمن الناس من قال: لا تفسير لها إما لأنها لا معنى لها أصلا وإلى هذا ذهب الحشوية. وإما لأن معناها استأثر الله بعلمه وإليه ذهب كثير من المتكلمين والأصوليين. ويقولون: الله أعلم بمراده به.
ومن الناس من قال لها معنى يدرك. وقد اختلف أصحاب هذا القول في المعنى المراد منها فقيل إنها اسم السورة, وقيل اسم للقرآن, وقيل مبادئ لأسماء الله تعالى أو لأفعال, وقيل غير ذلك. وقد اختار كثير من المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيميه بأنها للدلالة على الإعجاز والتحدي.
وقد لوحظ أن السور المبدوءة بهذه الفواتح المباركة يغلب عليها طابع الإعجاز والتحدي، وهي من خواص السور المكية إلا فيما ندر كالبقرة وآل عمران. وقد بدئ بها تسع وعشرون سورة عدد حروف المعجم. كما لوحظ أن هذه السور لها طابع خاص إذ يبدأ فيها بعد الفواتح بذكر القرآن إما صراحة وإما ضمنا فيعظمه ويمجده ثم يذكر أصناف الناس بالنسبة إليه وأنهم اختلفوا فيه كما اختلفوا على كتب الأنبياء السابقين، ويبين أن الفئة التي تتمسك به هي العزيزة الغالبة الظاهرة المنصورة في الدنيا وأنها السعيدة الفائزة بجنان الخلد ورضوان الله في الآخرة، وأن المعادين لهم مغلوبون مقهورون معرضون لعذاب الله في العاجلة والآجلة, يضرب الله تعالى لذلك ما شاء من الأمثلة، ويقص ما شاء من أحسن القصص، الذي يشرح هذه الفكرة، ويوضح هذا الهدف، ثم يختم السورة بذكر القرآن فيعظمه ويمجده كما بدأ أولا.