وكان الملك عبد العزيز قد عقد العزم على تطهير الجزيرة العربية من كل عرف فاسد أو تقليد أو عادة أو خرافة تفسد على الناس عقيدتهم، وهذا الفعل لا يستخدمه ولا يقوم به إلا داعية موحد لا يقايض على التوحيد بشيء، ونحن لا نتعجب من ذلك إذا ما وقفنا على الجانب الديني في أفعاله ـ رحمه الله ـ يظهر ذلك في حرصه على القيام بالواجبات الشرعية وسياق برنامجه اليومي، فهو يطبق ما يقول بأفعاله، فهو يحرص على توجيه الناس إلى العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص لله عز وجل علماً وعملاً، كي يكون قدوة حسنة في أفعاله، ومن هنا يكون تأثيره أكثر، فمن أمثلة جوانبه السلوكية والعملية التي كان لها تأثيرها في نفوس الناس وبالتالي تحقيق القدوة الحسنة حرصه ـ رحمه الله ـ على إقامة الصلاة جماعة في المسجد في أوقاتها، حتى في مباحثاته السياسية مع الأوروبيين كان يتوقف لأداء الصلاة.
ومن آثار تمسكه بالجانب الديني في أفعاله ـ رحمه الله ـ أنه كان يكره الغيبة في مجلسه، ويمنع المغتاب من حضور مجلسه مرة أخرى إن لم يقلع عن ذلك،وهذا يدل على تقواه لله ـ تعالى ـ حيث كان البرنامج اليومي للملك عبد العزيز يبدأ بصلاة الفجر وينتهي بصلاة العشاء وكان يتوقف وقت الصلاة في أسفاره، وكان يصلي زيادة على الفروض السنن الرواتب والنوافل، حيث يقوم كل ليلة في الثلث الأخير من الليل يصلي ويتلو القرآن، أو يقرأ في ورد خاص به إلى أن يؤذن المؤذن فيصلي السنة، ثم يصلي الفجر جماعة، ثم ينام قليلاً، وحينما يستيقظ تعرض عليه الأعمال التي تحتاج إلى سرعة البت، وفي نهاية يومه له مجلس عام يجلس فيه قارئ يقرأ من كتب مختلفة في الحديث والتفسير والسيرة والتاريخ والأدب.