وهذا يوضح المعتقد الصحيح والمنهج السليم الذي كان يتجلى في شخص الملك عبد العزيز رحمه الله، حيث كان همه الأوحد إعلاء كلمة الدين وتمسكه به، يقول في ذلك: "كل همي موجهٌ لإعلاء كلمة الدين وإعزاز المسلمين".
وكان يقول في جملة حديث له: " ... آمر بما أمر به الإسلام، ناهٍ عما نهى عنه الإسلام، غير منتصر لآبائي وأجدادي، أو لنعرة جاهلية أو لمذهب من المذاهب غير الكتاب والسنة".
ويقول ـ أيضاً ـ: "إنني ـ إن شاء الله ـ أحب أن يكون دين الله منصوراً، وكلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر، وأن الله ـ تعالى ـ يديم علينا وعليكم نعمة التوحيد".
ويدلل على تمسكه بالجانب الديني في حياته كلها قوله: " ... فالحياة التي تسير على أساس الدين هي القوة، أما الحياة التي تسير على غير الدين، فهي كالمطر الذي يقع على السبخة فلا يجدي ولا يثمر".
وكان يدعو ـ رحمه الله ـ في الوقت نفسه إلى الأخذ بأسباب القوة في مختلف الأنشطة والأصعدة، وعدم الركون والاستكانة، فيما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، عملاً بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
وبالتوحيد الخالص أقام هذا الملك ـ موحد هذا الكيان الشامخ ـ ملكه عقيدة وسلوكاً، ففي شهر جمادى الأولى عام 1343هـ اجتمع خمسة عشر من علماء مكة بسبعة من علماء نجد، وأصدر علماء مكة بياناً جاء فيه: "قد حصل الاتفاق بيننا وبين علماء نجد في مسائل أصولية منها:
ـ إن من جعل بينه وبين الله وسائط من خلقه يدعوهم ويرجوهم في جلب نفع أو دفع ضر فهو كافر حلال الدم والمال.
ـ وإن البناء على القبور واتخاذ السرج عليها وإقامة الصلاة فيها بدعة محرمة في الشريعة الإسلامية.
ـ وإن من سأل الله بجاه أحد من خلقه فهو مبتدع مرتكب حراماً".