وتقوى الله ـ تعالى ـ لها صلة وثيقة في القول والعمل، وقد اشتهر عن الملك عبد العزيز أنه ملك فعال، ولا شك أن الملك الفعال خير من الملك القوال، وفي ذلك يقول الملك عبد العزيز من مأثور كلماته: "أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب، فأنا رجل عملي إذا قلت فعلت، وعيب عليّ في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل، لأن هذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبداً" (?) . ويقول: "إن كل كلام لا يتبعه فعل فهو باطل، ولا صلاح للمسلمين إلا باتحادهم واتفاق الكلمة على توحيد ربهم"، والملك عبد العزيز كثيراً ما يؤكد على الصراحة وارتباطها بالصدق في الشخصية الإسلامية حينما يقول: "يجب على كل إنسان أن يقول ما في ضميره بصراحة تامة، وألاّ يخشى في الحق لومة لائم".

ومما يضاف إلى تلك الكلمات الخالدة العظيمة الدالة على إخلاصه لله وحده، وتمسكه بعقيدته الإسلامية، خطبته الشهيرة عندما دخل مكة المكرمة، حيث كتب إلى جميع الملوك والأمراء المسلمين يخبرهم أنه سوف ينتقل إلى مكة غير باغٍ ولا آثم، ودعاهم إلى إرسال من يمثلوهم في المؤتمر الذي سيعقد في مكة لنشر الإسلام بين الأمم الإسلامية، ففي تلك الخطبة يقول: "إني مسافر إلى حرم الله لبسط أحكام الشريعة وتأييدها، فلن يكون بعد اليوم سلطان إلا الشرع، ويجب أن نطأطىء جميع الرؤوس له، ... ، ثم استطرد قائلاً: "الذي أبغيه من هذه الديار أن نعمل بما في كتاب الله وسنة نبيه في الأمور الأصلية، أما في الأمور الفرعية، فاختلاف الأئمة رحمة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015