وهكذا يكون أثر العقيدة الإسلامية الصحيحة، عقيدة السلف الصالح، لأنها قطب رحى المسلمين، فعند تحقيقها تماماً، يهيئ الله ـ تعالى ـ لمن يفعل ذلك التمكين والإمامة في الأرض، وهذا وعد الله ـ تعالى ـ لا يخلف الله الميعاد، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (?) .
((الجانب الديني في حياة الملك عبد العزيز من خلال أقواله رحمه الله))
نستطيع أن نسبر أغوار شخصية الملك عبد العزيز الفذة، من خلال الأحاديث والكلمات والخطابات التي قالها وكتبها في حياته لرسم سياسة المملكة ومنهجها، ومخاطبة المواطنين والرؤساء والملوك، حيث نستعين بها لإلقاء الضوء على جوانب شخصيته الدينية، فمن أولى المزايا التي تميز الملك عبد العزيز ما كان يتمتع به من قوة الإيمان بالله ـ تعالى ـ، حيث ظهر حرص الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ على الالتزام بالشريعة الإسلامية في أقواله وأفعاله، وفي نفسه وشخصه، وفي كتاباته وآرائه السياسية وغيرها، حتى أصبح مضرباً للأمثال في العدل والحكم، منصفاً للمظلوم آخذاً الحق له، لا يخشى في الحق لومة لائم، مطبقاً للشريعة الإسلامية بحذافيرها على الصغير والكبير، والغني والفقير، لا فرق عنده بين أحد أفراد أسرته، وبين أحد أفراد الشعب كلهم في الحق سواء، كان ورعاً تقياً، يزرع لآخرته ويتزود لدار البقاء.
والآن إلى توضيح الجانب الديني في أقواله رحمه الله: