وهكذا قضى عبد العزيز رحمه الله على الفتن، وطهر بلاده منها، وجنب بلاده عنها، قاتل الجموع، ولم يخف ولم يهن، وضحى بكل ما يملك، حتى لا تكون فتنة، وترك القتال لئلا يكون القتال فتنة، وكان نتيجة ذلك: (المملكة العربية السعودية) نواة الوحدة الإسلامية الكبرى، ومعقل جماعتهم، ولله الحمد والمنة.

الخاتمة

تحققنا فيما مضى من البحث، مفهوم الجماعة، والمراد الشرعي بالجماعة، وأنها الاجتماع على التمسك بالكتاب والسنة، وأن من استمسك بذلك فهو المراد بالجماعة، وإن كان وحده، وضرورة تعيين الجماعة ليتحقق الواجب من لزومها، ولزوم إمامها، واجتناب المحرم من فراقها والخروج عليها، إذ لا يتحقق الواجب ويجتنب المحرم بدون تعيينها، وبيان استمرار وجودها إلى قيام الساعة، كما تحققنا اتصاف الدول السعودية بصفة الجماعة، وبذلك ندرك أن جميع جهود الملك عبد العزيز رحمه الله، في تأسيس المملكة العربية السعودية هي تحقيق لمفهوم الجماعة، المراد شرعاً وقدراً.

إن جهود الملك عبد العزيز - رحمه الله - قد نجحت بتوفيق الله تعالى، في تحقيق مفهوم الجماعة، من خلال إقامته وحدة المملكة العربية السعودية، على اتباع الكتاب والسنة، ونال بذلك رتبة الإمامةِ في الدين، المجددِ لما اندرس من معالمه، فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه خير ما جزى به مصلحاً عن إصلاحه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015