وفي هذا المعنى ما كتبه الأخ الفاضل الأستاذ محمد الحسني الندوي رئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي الكلنوية المباركة في عدد رمضان سنة 1390هـ تحت عنوان: ((مسابقة في وضع الألقاب واختراع الأوصاف إذ أنه بعد موت هالك من دعاة الاشتراكية طلعت الصحف بمنحه ألقاب عجيبة من مثل قولهم: ((خالق الكرامة)) و ((صانع الحياة)) و ((نبي هذا الزمان)) و ((لا إله إلا الله فلان حبيب الله)) ثم ((أشرف رجل في التاريخ)) 0فعلق الأخ محمد الحسني قائلا: "ما كنا نتصور أن الإغراق في الثناء والتنافس في المدح والإطراء لرجل أهان بلده وشعبه يصل إلى درجة تمس كرامة الأنبياء ومكانة النبوة وحرمة سيد الأولين والآخرين"0وصدق الأخ الحسني وإلا فما معنى أشرف رجل في التاريخ إلا الازدراء برسل الله جميعا من نوح إلى محمد صلى الله عليهم أجمعين0
وما أجمل ما قاله الأخ الحسني في هذا المقال:"إنهم يؤمنون بالله، نظرا إلى أوضاع البلد المسلم الذي يحكمونه ولكنهم لا يحتاجون إليه في شيء مادام ((صانع الحياة)) و ((خالق الكرامة)) أغناهم عن كل شيء". ثم قال: "إن القرآن عندهم ليس إلا للمنابر والأضرحة والجنائز", ولذلك يتطاول عليه الفجار والفساق ورواة التاريخ الجنسي0
أما القرآن الثاني وهو الميثاق فحرام أن ينقده ناقد أو يقول فيه قائل، إلى آخر ما ذكر الأخ الحسني لا فض فوه وإني أنصح الشباب أن يقرؤوا المقال بإمعان ففيه توعية جليلة0
قومي الأعزاء، أفيقوا فقد حان الفواق ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم00
ولكن المنطق الشاذ الموغل في السماجة والقحة منطق الشيوعي الكويتي الذي زعم أنه دكتور في علم النفس والفلسفة فقد كتب إلى الدكتور محمد عزت نصر الله مدير مجلة (الفكر العربي) البيروتية (1) كتب الشيوعي قائلا: