والعسل يساعد العضوية في كفاحها ضد الانتانات الرئوية كالسل الرئوي وخراجات الرئة والتهابات القصبات وغيرها. يثبت هذا نتائج مشاهداتنا على مجموعة من المصابين بالسل الرئوي أعطي كل منهم في حميته الخاصة من 100 ـ150غراما من العسل يوميا. كانت النتائج مشجعة. فقد تحسنت الحالة العامة عند المرضى وزاد وزنهم وتناقص السعال عندهم.وفي الدم ارتفعت نسبة الخضاب وعادت سرعة (التثفل) إلى الحدود الطبيعية، والنتائج العلاجية كانت جيدة إلا أنه لا يمكننا طبعا أن نعتبر العسل دواء نوعيا مضادا للسل.
وكما في الطب الشعبي، يؤيد البحت العلمي وصف العسل في أمراض الكبد. فقد ثبت أن الغلوكوز (سكر العنب) لا يعتبر فقط مادة مغذية لخلايا النسج إنما يزيد أيضا من قدرة الكبد على التخزين الغذائي حيث يدخر الغذاء على شكل مولد سكر العنب (الغليكوجين) كما ويحسن من عمليات الاستقلاب الخلوية. والغليكوجين يزيد من خاصيته العضوية في مقاومتها للانتان.ولقد أصبح العسل يستعمل في الأيام الأخيرة في أمراض الكبد والطرق الصفراوية مشركا مع الفيتامين (ج) , لغاية علاجية بحته.
ولقد اعتبر الرومان واليونانيون القدامى العسل بمثابة مادة مهدئة ومنومة. ولهذا فقد نصح ابن سينا بتناول العسل بمقادير قليلة في حالات الأرق. أما الكميات الكبيرة منه فيمكن أن تؤدي إلى فرط تنبه في الجهاز العصبي.
ولقد أثبتت المشاهدات السريرية الخواص الدوائية للعسل في معالجة أمراض الجهاز العصبي. فقد بين البروفسور ن. بوغوليبوف، وف. كيسيلييفا نجاح المعالجة بالعسل لمريضين مصابين بداء الرقص، (داء الرقص هو عبارة عن تقلصات عضلية لا إرادية تؤدي إلى حركات عفوية في الأطراف) . ففي فترة امتدت ثلاثة أسابيع أوقفت خلالها كافة المعالجات الدوائية الأخرى حصلوا على نتائج باهرة: فلقد استعاد المرضى نومهم الطبيعي وزال الصداع المرفق ونقص التهيج والضعف العام.