"ولا أحتاج في هذا الموقف أن أذكركم بأن هذا البلد المقدس يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله وما يؤمن الراحة لحجاج بيت الله الحرام، ولذلك فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع سواء كانت تتعلق بالبلاد أو بوفود الحجاج من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم في هذا البلد المقدس وإني أسأل الله لكم التوفيق في سائر أعمالكم" [14] .

ومما هم الملك عبد العزيز رحمه الله كثيراً شأن المقدسات الإسلامية فعمل على تطهيرها وحمايتها وتأمين الطريق إليها يقول في كلمة له موجهة إلى وفود المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة سنة 1344هـ: "وقد تولت أمر الحجاز دول كثيرة من خلفائها وسلاطينها مَنْ عنُوا ضرباً من العناية ببعض شؤونه، ومنهم من أراد أن يحسن فأساء بجهله ومنهم من لم يبال بأمره البتة فتركوا الأمراء المتوكلين لإدارته بالفعل. فلما بلغ السيل الزبى، وثبت بالتشاور بين أهل الحل والعقد عندنا أنه يجب علينا شرعاً إنقاذ عهد الإسلام عزمنا على ذلك، وتوكلنا على الله في تنفيذه، وبذلنا أموالنا وأنفسنا في سبيله فأيدنا الله بنصره وطهرنا البلاد المقدسة كما عاهدنا الله ووعدنا المسلمين" [15] . هذا كلام صاحب الشأن الملك عبد العزيز وهو كلام مقتضب شأن الملك عبد العزيز رحمه الله في جعل الفعل أعظم وأوسع من القول - وهي دلالة واضحة على سلامة المنهج وصدق النية - فلنسمع لمفكر واسع الإطلاع صادق اللسان يهتم بأمر الإسلام والمسلمين وهو يتحدث عن هذا الإنجاز الذي تم في أرض الحجاز بصفة خاصة وقد تم في الجزيرة بصفة عامة ولله الحمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015