وفي ذي الحجة 1356هـ قال أمام كبار الحجاج: من نعم الله علينا معرفة لا إله إلا الله وكل إنسان يعمل بها تتم له السعادة، فهذه الكلمة هي كل شيء، ومضمون كل شيء.. وكل إنسان لا يؤمن بكتاب الله، ويعمل بحكمته، ويؤمن بمتشابهها فهو ضال.. وكل إنسان لا يؤمن بمحمد، وبما جاء به محمد، ويصدقه بالأقوال والأفعال، ويكون أحب إليه من نفسه وماله فهو ما عرف الله ولا آمن به [46] .
ويقول حفيده الأمير عبد الله الفيصل وهو يتحدث عن مزايا جده وسر ما وصل إليه فيقول: "إنني أعزو ذلك لعدة أسباب:
أولها: الصلة بين العبد المؤمن الصادق في إيمانه وبين الخالق جلّ وعلا، إن صلة عبد العزيز بالله، لم تكن صلة مقرونة برغبة دنيوية. فعقيدته عقيدة خالصة لوجه الله، وإيمانه مطلق ليس له حد، فلذلك نجد التوفيق حليفه في أعماله..
وبعد هزيمة الملك عبد العزيز في جراب.. تلك الهزيمة المؤلمة صادفه فيصل الحمود الرشيد وأخذ يبكي متأثراً بالهزيمة فقال الملك عبد العزيز والقصة لحفيده عبد الله الفيصل: يا فيصل لا تبك فأنا والله بالأمس في حالة الخوف من أن يوكلني ربي على قوتي، والآن في حال الرجاء أن ينصرني، وسوف أسترد قوتي بحول الله قبل نهاية الشهر.. فكان من القلائل الذين يستمدون من الضعف قوة" [47] .
ويقول يوسف ياسين: سمعت الملك عبد العزيز يقول غير مرة: إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم فإن أعدَّ المسلمون والعرب آلةً واحدة من آلات الحرب أعدلهم أعداؤهم مئات وألوفاً، ولكن قوة واحدة إذا أعدها المسلمون والعرب لا يمكن أعداءهم أن يأتوهم بمثلها، هي إيمانهم بالله. وثقتهم به، هذه القوة لا قبل لا حد بها [48] .