يُجمع الكتّاب العرب والمسلمون وغيرهم ممن تناولوا سيرة الملك عبد العزيز وإنجازاته الكبرى، على أن تحقيق الوحدة بين البلاد العربية، أو بين بلاد العالم الإسلامي، كان من أهم الأهداف التي سعى إليها، وعمل من أجلها طيلة حياته، ولم يكن دخول الملك عبد العزيز الرياض - عاصمة آبائه وأجداده - هو نهاية المطاف، بل كان البداية لتحقيق رغبته في توحيد شبه الجزيرة، فلم يكن يغيب عن حسه الديني أن شبه الجزيرة سبق أن توحدت سياسياً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد خلفائه الراشدين، وأن مكة المكرمة، والمدينة النبوية - في صدر الإسلام - كانتا ثمثلان حاضرة الإسلام الدينية، لم تكن قضية الوحدة غائبة، ولا كانت خافية إلا على بعض الأمراء الذين استولوا على بعض أطراف شبه الجزيرة، وكذلك على القوى الأجنبية عن المنطقة، والتي تريد استغلال تفرقها وانقسامها السياسي.
أما الملك عبد العزيز، ومنذ بداية كفاحه العسكري، والسياسي، فقد كانت وحدة شبه الجزيرة مقصده الأول، وكانت وحدة البلاد الإسلامية - والعربية بالذات - ضمن اهتماماته الكبيرة طيلة حياته.