إن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، سليل الأسرة العربية التي قوي شأنها في نجد، وعملت على توحيد شبه الجزيرة، وقاومت كل من أراد التسلط عليها من غير أهلها، عمل منذ شبابه الباكر على تحقيق الوحدة في شبه الجزيرة، وتزود بتجارب أجداده العظام، فكان مهيأ لتوحيد شعبه، وخدمة أمته الإسلامية، ولقد كتب الكثيرون من العرب والمسلمين، وغيرهم عن عبد العزيز آل سعود، وعن تاريخ حياته ومعاركه التي خاضها من أجل توحيد شبه الجزيرة، وإقامة ملكه، وإحياء الإسلام في ربوع دولته، كتب الكثيرون عن سيف عبد العزيز، وعن انتصاراته، وعن سياساته في مواجهة القوى الدولية الكبرى في عصره، وعن مواجهته لأهل الفرقة، والتشرذم في شبه الجزيرة، حتى أتم الله عليه نصره، فوحد شبه الجزيرة، وأقام ملكه، وأسس دولته على هدي القرآن، وبقوة السلطان.
لم يكن سيف الملك عبد العزيز - رحمه الله - على مضائه إلا آخر أدواته التي يلجأ إليها حين يعرض خصومه عن دعوة الحق أو صوت العقل، أما سلاحه الأعظم في كفاحه من أجل دينه وأمته، فهو كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولقد خاض الملك عبد العزيز - رحمه الله - أعظم معاركه، ونال انتصاراته بفضل هدي القرآن، قبل أن يكون ذلك بسيف القوة أو السلطان، هذا الجانب من شخصية الملك عبد العزيز، الغني بالميزات، والثري بالمواهب والخصائص، هو الذي نتناوله حينما نتحدث عن الملك وفقه الدعوة.