كما اهتم - رحمه الله - بتأمين الماء للناس على حسب الإمكانيات المتاحة والجهد المستطاع آنذاك، ولهذا نجده يطلب من الثري الأمريكي (كراين) إرسال بعثة للتنقيب عن الماء في الحجاز خاصَّة. وجاءت البعثة برئاسة المهندس الجيولوجي الأمريكي (تويتشل) عام 1349 هـ، وقدَّمت للملك عبد العزيز تقريراً بعد نهاية عملها.
وفي عام 1358 هـ ابتدأت عملية حفر الآبار الارتوازية؛ لتوفير المياه للمزارعين، وكان لها فوائد عظيمة، وقدَّمت الحكومة بأمر من الملك
عبد العزيز إعانة للمزارعين في جلب الماكينات لتلك الآبار، وتقسيط أثمانها عليهم.
وفي عام 1367 هـ أنشئت مديرية الزراعة وتوسَّعت في إقراض المزارعين، وتَمَّ إنشاء المزارع النموذجية بمناطق ومدن المملكة، واستيراد بعض أشجار الفواكه والخضروات وتوزيعها على المزارعين مجَّاناً [54] .
وقد بلغت ميزانية المديرية آنذاك في عام 1369هـ أكثر من 30 مليون ريال، وكانت تتبع لوزارة المالية، ثُمَّ بعد وفاة الملك عبد العزيز عام 1373هـ صار لها وزارة خاصة بها سُمِّيَت وزارة الزراعة، وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز أوَّل وزير لها [55] .
رابعاً: وأمَّا في مجال المواصلات:
فقد كان للملك عبد العزيز - رحمه الله - اهتمام واضح بها وذلك لما تمثله المواصلات بأنواعها من حيوية وأهمية في النهوض بأي مجتمع.