وبالإضافة إلى هذه المكتبات العامة الكبرى - في عواصم العالم - فإن إلى جانبها مكتبات عامة أخرى على نطاق أضيق، منها ما هو مستقل بذاته، ومنها ما هو مرتبط بالمعاهد والكليات.
وجميع هذه المكتبات تيسر لروادها المراجعة، حتى إنها تفتح أبوابها في الوقت الذي يسهل على راغب المطالعة الحضور إلى هذه المكتبات في غير أوقات الدوام الرسمي للموظفين أو المعاهد العلمية، أي أنها لا تقتصر على دوام واحد لمدة ثماني ساعات فقط، وإنما تمتد إلى ضعف هذه المدة، فيتمكن بذلك الموظف والعامل والطالب وغيرهم من الاستفادة من هذه المكتبات بالحضور إليها خارج أوقات عمله.
وهناك في بعض المدن الكبرى مكتبات عامة تعرف باسم (المكتبات البلدية) وهي منتشرة هناك بكثرة، وتابعة لكل قسم من أقسام المدينة، وهي تسهل على أبناء هذا القسم أو المنطقة التزود من الكتب والإطلاع عليها في المكتبة، واستعارتها بإخراجها من المكتبة وفقاً للشروط التي يلتزم بها المستعير، ولا يدفع المستعير أي ضمان لقاء استعارته الكتب من المكتبة، وإنما يملي استمارة باسمه ومحل إقامته واسم الكتاب الذي يريده ورقمه، والمدة التي سيبقى الكتاب عنده فيها.
كما أن تيسير إعارة الكتب يحقق وجود أكثر من نسخة لكل كتاب، ومن هذه الاستعارة أو من المطالعة بشكل عام تتمكن الدولة من معرفة أي اتجاه يتجه إليه أبناؤها في مطالعتهم لهذه الكتب، وأي عنصر من عناصر الثقافة يقبلون عليه، وعلى ضوء ذلك تعمل الدولة على توجيه أبنائها الوجهة التي تراها أصلح لهم في دعم هذا الاتجاه أو تحويله، بأساليبها الخاصة إلى الوجهة الأخرى.