وفي إيطاليا حاربهم بابوات الكنيسة الكاثوليكية حرباً شعواء، وفي سنة 1540م ثار عليهم الإيطاليون فقتلوهم وطردوهم.

وفي روسيا حدثت مذابح فظيعة في عهد الحكم القيصري النصراني خاصة في سنة 1881م، وسنة 1882م، وسنة 1902م حيث قتل اليهود بالآلاف.

وفي ألمانيا ظل القتل والطرد باليهود قائماً في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد هتلر النازي إبتداء من توليه الحكم في ألمانيا 1933م إلى 1945م [98] .

يتبين لنا من هذه الأمثلة والنماذج لاضطهادات اليهود في كل البلاد التي نزلوا بها أنهم تعرضوا لنقمة أهل البلاد التي سكنوها وغضبهم يستوي في ذلك تاريخهم القديم والوسيط والحديث والمستقبل أيضاً حسب الوعيد الإلهي في الآية الكريمة بأنهم يسامون العذاب إلى يوم القيامة ويكون ذلك على يد المسلمين إن شاء الله كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة في أن المسلمين سيقاتلون اليهود فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: تعال يا مسلم فإن ورائي يهودي فاقتله [99] .

المطلب التاسع: تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث.

مما سبق نجد أن اليهود لم تقم لهم قائمة ولا دولة ولا كيان في فلسطين إلا في عصرنا المؤلم حينما تحالفت اليهودية الماكرة مع الصليبية الحاقدة - التي احتلت بلاد المسلمين بجيوشها الصليبية - في تشريد المسلمين وسلب أراضيهم في فلسطين وخاصة بيت المقدس ومنحها أو بيعها لليهود وتشجيع هجرتهم إليها من شتى بقاع الأرض لإقامة دولة غاصبة لهم في فلسطين وقد مرّت إقامة تلك الدولة المشؤمة بالمراحل الآتية:

- لعل أول دعوة علنية لإنشاء وطن قومي لليهود كانت في كتاب (نداء اليهود) الذي أصدره السير هنري فنش بإنجلترا عام 1616م [100] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015