الشباب الضائع
بقلم الطالب عبد الله العبادي
إن الكثير من شبابنا اليوم يعيش في متاهة نائية، بعيد عن كل خلق كريم، وعن كل تعاليم سامية، شباب انحرف عن الجادة فتاه في ظلمات الجهل، والإلحاد، والإباحية، والدعايات الفارغة، شباب انخدع بالمظاهر البراقة، فصفق مع المصفقين، وهتف مع الهاتفين دون أن يعرف عن ذلك شيئاً، شباب غرق في بحر السفاسف والملذات، فلم يجد من ينير له الطريق، فيدعوه إلى ما فيه صلاحه وسلامته.
ولكن على من تقع المسؤولية؟
تقع المسئولية على البيت، والمدرسة، والمجتمع، والحكومة، فكل من هذه العوامل لم تقم بواجبها خير قيام لتربية الجيل، وتركت الشباب في متاهته، وضلالاته.
ففي البيت قد ترك الوالدان لولدهما الحرية في كل ما يفعل: يجالس من يشاء، ويمشي مع من يشاء، ويسهر مع من يشاء، ويسافر حيث يشاء، فيكتسب بذلك كل ما هب ودب من الأخلاق، والرذائل، والتقاليد البالية.
بل إن الوالدين في كثير من البلدان قدوة سيئة لولدهما، فما دام الوالدان يجالسان المنحرفين، فما المانع أن يكون الولد كذلك؟
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
أما المدرسة، فإن فيها المعلم، وهو ذو تأثير فعال في التلميذ، وجل المعلمين في زماننا من المنحرفين، فما دام المعلم لا يعرف صلاة ولا صياماً، فاسد العقيدة، سيء الأخلاق فإن التلميذ - لا شك - سوف يحذو حذوه.
أما المجتمع فلا يقل عن البيت والمدرسة في التأثير في الشباب، بل هو الذي عليه المدار في زرع الفساد، والانحلال الخلقي في نفوس الشباب، والتأثير فيهم.
أما الحكومة فإن عليها القسط الأكبر من هذه المسئولية لأنها المسئول الأول عن خراب المجتمع، وعن ضلالاته، وانحرافاته "ولو صلح الراعي لصلحت الرعية"و "الناس على دين ملوكهم"كما ورد في الأثر.