وبناء على ذلك فإن العبودية الحقة لله عز وجل تكون شاملة بما افترضه الله سبحانه على عباده من الفرائض والطاعات والواجبات: كالصلاة والصيام، والزكاة، والحج، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والدعاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا كل عمل مشروع قصد به رضاء الله تعالى مهما عظم شأنه أو قل، ويترتب على ذلك أن للعبادات تأثير في سلوك المسلم وفي كل حركاته وسكناته، وقوله وعمله، وسره وعلنه، كل ذلك يعد عبادة لله عزوجل مادام فاعله يقصد الخير، وليس السمعة والثناء، وإنما ابتغي بذلك وجه الله تعالى.

وفي ضوء ما سبق يتبين أن اقتصار العبادة على مجرد الشعائر التي تؤدى في أوقات محددة، وأماكن معينة يعد مفهوماً ضيقا للعبادة، وهذا له تأثير في تكوين الشخصية المسلمة، فالعبادة في الإِسلام شاملة لكل جوانب الحياة، لأن الدين كله داخل في العبادة، إذ يتضمن معناه الخضوع والذل لله عزوجل وعلى هذا تصبح تلك الشعائر التعبدية جزء من مفهوم العبادة الشامل أو محطات يقف عندها السائرون في الطريق فيتزودون بالزاد وكل ما يقع، ولكن الطريق كله عبادة، وكل ما يقع فيه من نسك أو عمل ... فهو كذلك عبادة ...

مادامت وجهته إلى الله، ومادام قد شهد حقا – لا باللسان - أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام حياته كلها وواقعه كله على هذا الأساس.

وللعبادة آثارها التربوية نذكر منها:

1- أنها تزود الإنسان دائما بشحنات متتالية من القوة المستمدة من قوة الله، والثقة بالنفس المستمدة من الثقة بالله.

2- أنها تجدد للمسلم نفسه باستمرار وذلك عن طريق التوبة التي تزيل عن قلبه وتصوراته ما قد يعلق بهما من أدناس، وتمحو من جوارحه أثر ما قد يكسب من آثام أو أخطاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015