مما سبق ينبغي أن يكون الأصل الأول الذي يجب على الآباء أن يربوا أبناءهم عليه ترسيخ عقيدة التوحيد في نفوسهم من المراحل الأولى من أعمارهم واستخدام كافة الوسائل المتاحة في سبيل ذلك مع مراعاة خصائص النمو العقلي والإدراكي لهم تأسياً بالمعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فمن الأمثلة على ذلك عن عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا هريرة أخبره أن أناساً قالوا لرسول الله: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ... "وفي جهنم كلابيب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله " (1) .
ففي الحديث السابق درس وتطبيق عملي من النبي صلى الله عليه وسلم في طرح قضايا الإيمان مستخدماً في ذلك أسلوب ضرب الأمثال لمناسبته لحال المخاطبين لما يلي:
1- تأكد الرسول من معرفة الصحابة لشوك السعدان حيث قام بنفسه من سؤالهم "هل تعرفون شوك السعدان؟ فلما تبين له ذلك أعاد عليهم المثل مرة أخرى.
2- التنبيه على الفارق بين الأمرين حيث أخبرهم"أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله".
وبهذا المنهج يصل النشئ إلى شاطئ الأمن والأمان والسلامة والإسلام، فلا سعادة لهم بغير الإيمان ولا طمأنينة لهم إلا في ظل عقيدة التوحيد بالله سبحانه وتعالى.
الأصل الثاني: مراقبة الله عز وجل:
هذا هو الأصل الثاني من أصول التربية الإسلامية الصحيحة وقد بين لقمان هذا الأصل لابنه، قال تعالى حكاية عن لقمان: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (2) .