وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} قال: مطهرة من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد (1)
وأخرج الشيخان (2) بسنديهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلا ف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا."
واللفظ للبخاري.
وذكره السيوطي في الدر المنثور.
قوله تعالى: {وَهُم فِيهَا خَالِدُون}
أخرج ابن أبي حاتم بإسناده عن ابن إسحاق بسنده الحسن عن ابن عباس {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي خالدا أبدا يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له (3) .
سورة القرة 26
قوله تعالى: {إنَّ الله لا يَسْتَحِيي أن يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}
أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله {إنَّ الله لا يَسْتَحِيي أن يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} فإذا جاءت آجالهم، وانقطعت مدتهم صاروا كالبعوضة، تحيا ما جاعت وتموت إذا رويت، فكذلك هؤلاء الذين ضرب لهم هذا المثل إذا امتلئوا من الدنيا ريا أخذهم الله فأهلكهم.
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن بن أبي الربيع قال: أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة قال: لما ذكر الله تبارك وتعالى العنكبوت والذباب قال المشركون: ما بال العنكَبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} ، ثم قال ابن أبي حاتم: وروى عن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد نحو قول السدي وقتادة (4) .