وقد توقف في تفسير هذه الآية وغيرها من الحروف المقطعة جمع من العلماء كالخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم وغيرهم من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بين مرادها فيستحسن أن نقول الله أعلم بمرادها، ولكن ثبت عن بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم أنهم بينوا مرادها واختلفوا فيها وأسوق هنا ما ثبت عنهم من الأوجه الآتية:
الوجه الأول: أنها قسم أقسم الله به وهو من أسمائه:
قال الطبري: حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله (1) وإسناده حسن. وأخرج الطبري من طريق يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة قال {الم} قسم وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي سعيد الأشج عن ابن علية به
ورجاله ثقات وإسناده صحيح.
الوجه الثاني: أنها فواتح يفتح الله بها القرآن.
قال الطبري: حدثنا أحمد بن حازم الغماري قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن مجاهد قال: {الم} فواتح
ورجاله ثقات إلا أحمد بن حازم الغماري وهو أبو عمرو الكوفي صاحب المسند ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا. ت 276 هـ هذا وقد رواه الطبري من طرق أخرى إلى مجاهد (2) وأبو نعيم هو الفضل بن دكين. فالإِسناد صحيح.
الوجه الثالث: أنها اسم من أسماء القرآن.
قال عبد الرزاق الصنعاني: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {الم} قال: اسم من أسماء القرآن رجاله ثقات وإسناده صحيح، وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به.
الوجه الرابع: أنها اسم من أسماء الله.