ومن العوامل المؤثرة على الاتزان الانفعالي الطبيعي العيوب الجسيمة التي قد تتسبب في إعاقة النضج الانفعالي عند الشباب بصفة خاصة.

ولمواجهة العوامل المعوقة للاتزان الانفعالي يجب التقرب من شخصية الفرد ورفع معنوياته ليتمكن من التغلب على الآثار الناتجة من تلك العواملِ، إلى جانب ضرورة معاملته معاملة الناضجين والراشدين ليكون ذلك دافعاً له إلى استشعار مسئولياته الجديدة والمتعددة في الحياة والمجتمع (1) .

6/ 4 النمو الاجتماعي:

يقصد بالنمو الاجتماعي اندماج الفرد وسط بيئته ومجتمعه، بصورة تزيد من تآلفه الاجتماعي، وتعمل على تطوير أحاسيسه الوطنية وتضاعف من إدراكه لواجباته الرئيسية إزاء أمته ومجتمعه في السراء والضراء، في السلم والحرب وعند الأزمات الخانقة والكوارث العظيمة.

فالنمو الاجتماعي يصبح حقيقة عندما تنمو المشاعر الاجتماعية الإنسانية في نفس المؤمن ومن خلال ترجمة معنى قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (2) إلى واقع فعلي ملموس إذ إن ذلك يساعد على تطبيق معنى الأخوة الإسلامية وجعلها مرتكزاً من مرتكزات التعاون والتآزر والتآخي. وهذا يتطلب بشكل أساسي ترسيخ معاني القرآن الكريم في الإِنسان المسلم انطلاقاً من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (3) وترسيخ التوجيهات النبوية لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد على أهمية تلاحم أبناء الأمة الإسلامية وتكاتفهم فيما بينهم حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى" رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه (4) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015