وحيث يبلغ الطالب في هذا السن مرحلة النضج الجنسي فإن من الأهمية أن يسدى له النصح والتوجيه من جانب أسرته وأساتذته ليتسنى له اجتناب الزلات والهفوات، وليراعى خالقه تبارك وتعالى في كل أموره ليحافظ بذلك على دينه، وعلى طاقته الجسمية، وعلى اتزانه العقلي.
وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية النصيحة ودورها الفاعل في تربية المجتمع المسلم، فعن تميم الداري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " (1) .
وينبغي في هذا السن توعية الشباب وتوجيههم نحو ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية المناسبة لهم كيما يتم توظيف أوقات فراغهم بما يعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم بالفائدة العميمة مع تحذيرهم عن الانحرافات المتمثلة في تعاطي المخدرات وتناول المشروبات الكحولية التي تعبر عن ضعف الإيمان وانحدار الأخلاق وتؤدي إلى غضب الله تعالى فضلا عن الآثار السلبية والمؤلمة التي ينتهي إليها المنحرفون والتي تتمثل في إضعاف الدخل الاقتصادي والتفكك الاجتماعي الملحوظ علاوة على الآثار النفسية التي تحيق بالشباب المنحرف سلوكياً وأسرهم.
ولما كان النمو الجسمي في هذه المرحلة يأخذ طابع التكامل من حيث سلامة الأعضاء وقوة البدن وتناسب الحجم فإن في ترك الإِنسان دون توجيه وإرشاد يؤدي به إلى الاغترار بقوته بصورة قد تدفع به إلى الانزلاق وعدم السيطرة على انفعالاته والاعتداء على الآخرين واستخدام القوة الجسمية في غير ما أوضحته الشريعة الإسلامية في هذا الجانب وذلك عندما يستخدمها في إيذاء الآخرين وتحقيق غريزة السيطرة بدافع الأثر النفسي والاجتماعي.