ونجد مثالاً رائعاً في الإيثار والتضحية والتعاطف والتراحم ذلك هو ما وقع في معركة القادسية، إذ عرض الماء على جماعة كل واحد منهم في آخر رمق من حياته وهو بحاجة إلى جرعة ماء ليهون بها عن نفسه من سكرات الموت، فينظر إلى آخر فيراه ينظر إليه فيعلم أنه في حاجة إلى الماء، فيقول للساقي: قدمه إليه لعله أحوج مني، وهكذا إلى أن يصل إلى آخرهم وكل واحد منهم يؤثر أخاه على نفسه، ثم يرجع الساقي إلى الأول فيجده قد قضى نحبه، فإلى الثاني كذلك ويلقون ربهم جميعاً ويبقى الماء.
كما نجد في التاريخ أيضاً امرأة هتكت حرمتها فنادت: وا معتصماه! فجهز جيشاً كاملاً.. استجابة لدعوتها.
بعد هذه المقدمة القصيرة نلقي نظرة على واقع مسلمي اليوم ومدى ترابطهم وشد بعضهم بعضاً على ضوء هذا الحديث النبوي الكريم.
مع مقارنته بما عليه أعداء الله والذين هم على دين انتهت مهمته بالرسالة الشاملة الكاملة.
تعرف أيها القارئ الكريم ما حدث في فلسطين من قادة الكفر في أنحاء العالم ومدهم الشرذمة الذليلة المشردة المضروب عليها بالذلة والمسكنة إلى يوم القيامة بما يحتاجونه من سلاح وغيره إعداداً للنيل من الإسلام والمسلمين، وما حدث أثر ذلك من القتل الجماعي وتهديم المساكن والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، وتشريد أهلها إلى مخيمات لاجئين يقاسون ما يقاسون من البرد القارس في الشتاء والحر المهلك في الصيف، ويعانون الأمراض التي تجتاحهم وأطفالهم ونساءهم.. كل ذلك يجري ويزداد يوماً بعد يوم بإجلاء العائلات ونسف مساكنها.
بل على العكس نسمع وكالة غوث اللاجئين تدعي عجزاً في ميزانيتها وتأتي بشتى الوسائل لإسقاط بعض ما تدفعه لهؤلاء المنكوبين، بدعوى أن أكثرهم ينتسبون لجهات تستطيع الوكالة بأسبابها إسقاط ما يستحقون ولا غرابة في ذلك فمن المشرف على هذه الوكالة؟