لأمر موسى وغدا مذللا
فصاح: يا أرض خذيه وابلعي
قصوره وما حوت من متع
وغاص قارون.. وغاص الذهب
وعقد الألسن ثم الرهب
وقال كل راغب في ما ملك
الحمد لله نجونا وهلك
لو لم يمن ربنا علينا
لساق مثل خزيه إلينا!
-10-
وهكذا يرتفع اليتيم
ويسقط الظلوم والعظيم
وكم بذاك وبذا من عبر
يتحفنا لها لسان القدر
ليعلم المستيئسون الغفل
بأن نصر الله حتما مقبل
وليس فرعون وقارون إذن..
سوى مثال البغي في كل زمن
يكرر التاريخ فيه نفسه
فيومه يكاد ينسي أمسه
فانظر هنا، ثم تأمل ثما
تر الأباة يجرعون السم
حتى العذاري يقتحمن الحمما
مهتكات يجتررن العلقما
وليس من ذنب سوى الإيمان
أن لا حياة بسوي القرآن
وكل ما يدعونه عدالة
في غيره ليس سوى ضلالة
..فقل لجلادي الهداة الشرفا
والقاذفي بالإفك جند المصطفى:
الله أعلى منكم وأقدر
ومكره من كل مكر أكبر
لكنه يمهل أهل الباطل
حتى تموت حجة المجادل
وعند ذاك يبدأ الحساب
والويل حين يهجم العذاب
وقد لمستم – لو عقلتم – نذره
بالنكبات السابقات غيره
فالنمل والسيول والحرائق
والجدب والإفلاس والبوائق
حتى حقولكم، وكانت مصدرا
للرزق غاض خيرها فما يرى
فأنتم لولا هبات الغربا
ما وجدت بطونكم غير الهبا
وليتكم تنتفعون بالنوب
إذن دفعتم عن حماكم العطب
لكنكم ألفتم الظلاما
فلا ترون في الجنون داما
وهو لعمري الخلق القديم
يعيد ما قد لقي الكليم
فارتقبوا عواقب الجناة
واستيئسوا من أمل النجاة
.. ويا جنود الحق: صبرا إنها
هنيهة.. ثم يكون المنتهى.