ومع هذا التشديد والنكير الخروج على الأئمة والأمر بالصبر عليهم فان أهل السنة والجماعة يرون أن الأئمة كغيرهم من البشر ليسوا معصومون يعتريهم -الصواب والخطأ، فلا يرون لهم طاعة مطلقة بل طاعتهم مقيدة - خلافاً لمذهب الرافضة والمرجئة (انظر منهاج السنة النبوية 3/389، ومجموع الفتاوى 28، 508) الذين يقولون بالطاعة المطلقة لهم.

يقول الشافعي رحمه الله: (فأمروا أن يطيعوا أولي الأمر الذين أمّرهم رسول الله -لا طاعة مطلقة بل طاعة مستثناة فيما لهم وعليهم) . الرسالة للشافعي ص 80) .

أما من أطاعهم في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله فإنه هذا شرك والعياذ بالله منه.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله) .

قال الشارح له. (لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رسله عليهم السلام وجب اختصاص الخالق سبحانه بها دون أحد سواه) وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعة مندرجة تحت طاعة الله وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالاً. (تيسير العزيز الحميد ص543) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015