ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8/297 من طريق أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال:حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير، والسكر من كل شراب.وتعقبه بقوله: والمراد بالسكر المذكور فيه المسكر) . وذكر رواية أحمد عن محمد بن جعفر عن شعبة عن مسعر عن أبي عون به كما سبق عند النسائي بلفظ "قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب". ثم قال: (وكذلك رواه عن أحمد بن حنبل موسى بن هارون وكذلك روى عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس "والمسكر من كل شراب"وعلى هذا يدل سائر الروايات عن ابن عباس) . اهـ. السنن الكبرى كتاب الأشربة 8/298.

وقد ورد هذا الحديث عن ابن عباس من طريق أخرى ذكرها الطبري في التهذيب قال: ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عبد الله بن عيسى ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال:"حرم الله الخمر بعينها والسكر من كل شراب"ذكر هذه الرواية ابن التركماني في الجوهر النقي 8/297 ثم قال: وروى أبو حنيفة في مسنده عن عون بن أبي حنيفة قال: قال ابن عباس: "حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب"انتهى. وهذه طريق ثالثة.

وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح 10/73 حديث ابن عباس من أدلة الطحاوي التي اعترض بها وذكر أنه مرفوعاً ولكن قال:) قلت: وهو حديث أخرجه النسائي ورجاله ثقات, إلا أنه اختلف في وصله وانقطاعه، وفي رفعه ووقفه، وعلى تقدير صحته فقد رجح الإمام أحمد وغيره أن الرواية فيه بلفظ (والمسكر) بضم الميم, وسكون السين لا (السكر) بضم ثم سكون أو بفتحتين, وعلى تقدير ثبوتها فهو حديث فرد ولفظه محتمل, فكيف يعارض عموم تلك الأحاديث مع صحتها وكثرتها) . انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015