ومن خلال هذا التعريف للمعروف والمنكر يتضح للناظر شمولية كل من المعروف والمنكر للشرع كله: أمره ونهيه، بمعنى أن المعروف يشمل كل ما أمر به الشارع، والمنكر يشمل كل مانهى عنه الشارع، وعلى هذا، فإن أل التعريف تفيد الاستغراق الذي يفيد العموم (3) . وباب الأمر والنهى لايختصان بجانب واحد من الحياة بل يعمان جميع جوانب الحياة كلها (4) . وقد فهم السلف الصالح رحمهم الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك يقول ابن جرير:
"وأصل المعروف كل ماكان معروفا فعلا، جميلا مستحسنا غيرمستقبح في أهل الِإيمان بالله، وإنما سميت طاعة الله معروفا، لأنها مما يعرفه أهل الِإيمان، ولا يستنكرون فعله.
وأصل المنكر ما أنكره الله، ورأوه قبيحا فعله، ولذلك سميت معصية الله منكرا،
لأن أهل الِإيمان بالله يستنكرون وششعظمون ركوبها (ْ) .
ويقول عند تفسيره لقوله تعالى:! ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف أو آل عمران 104.
يقول:! وولتكن منكم أو أيها المؤمنون! وأمة! يقول جماعة،! ويدعون وهو الناس! يوإلى الخر! ويعني الِإسلام وشرائعه التي شرعها الله لعباده،! وويأمرون بالمعروف!
(1) النهاية في غريب الحديث (3/ 216) .
(2) المرجع السابق (5/ 115) .
(3) التنوير والتحرير (4/ 40) .
(4) انظر الأمر بالمعروف والهي عن المنكر للعمري ص 52. (5) تفسير الطبري (7/ 105) شاكر.
ويقول: يأمرون الناس باتباع محمد! ييه، ودينه الذي جاء به من عند الله،! الوويخهون عن المئكر! يعني عن الكفر بالله والتكذيب بمحمد عنه وبما جاء به من عند الله بجهادهم بالأيدي والجوارح حتى ينقادوا لكم بالطاعة (1) .
وقال في تفسير قوله تعالى: له كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف مهو
آل عمران 109.