ويدل على ذلك قول الله عز وجل: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأََمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ} (?) .

ويلزم من رد أبي حيان لهذا المذهب ودعواه أنه غير مذهب البصريين أن يكون مردودا في نفسه.

وإن أراد حذف الجواب إذ التقدير: ولو كان كلما عوى كلب ملت نحوه، كي أجاوبه لسئمت أو تعبت، أو نحو ذلك لأن الكلاب كثير. فقد نص هو وغيره على جواز حذف جواب "لو"لدلالة المعنى عليه، وعليه قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّار ِ} (?) . وشواهده كثيرة.

ثالثا: من شعر أبي العباس ابن سريج في مختصر المزني:

وصقيل ذهني والمفرج عن همي

لصيق فؤادي منذ عشرين حجة

لما فيه من علم لطيف ومن نظم

عزيز على مثلي إعارة مثله

فأخلق به أن لا يفارقه كمي

جموع لأصناف العلوم بأسرها

المبحث السادس

في شيوخه

درس أبو العباس ابن سريج الفقه على أبي القاسم الأنماطي وهو الذي أثر فيه أكثر من غيره. كما درس على أبي الحسن المنذري.

وقد ذكرت بعض المصادر أنه تتلمذ على المزني. إلا أن هذا وهم وغير صحيح حيث أن الذي تتلمذ على المزني هو شيخه الأنماطي.

ويمكن أن نترجم لشيخه الأنماطي والمنذري بما يلي:

أولا: الأنماطي:

هو أبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي - منسوبا إلى الأنماط وهي البسط التي تفرش _ كان فقيها ورعا أخذ العلم عن المزني والربيع وهو الذي نشر مذهب الشافعي ببغداد، وعليه تفقه ابن سريج، وأبو سعيد الأصطخري، وأبو علي بن خيران، ومنصور التميمي، وأبو حفص بن الوكيل البابشامي.

والأنماطي بالنسبة لأهل بغداد كأبي بكر بن إسحاق بالنسبة لأهل نيسابور، فإنه أول من حمل إليهم علم المزني. توفي سنة 289هـ.

ثانيا: المنذري:

هو أبو الحسن المنذري شيخ ابن سريج، وله مختصر في الفقه من كتب الشافعي رحمه الله من كتاب المزني.

المبحث السابع

في تلاميذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015