قال الإمام أبو عمر بن عبد البر في الاستذكار [666] : "كأن هذا الحديث منقطع، لأن عبيد الله بن عبد الله لم يدرك سهل بن [667] حنيف ولا أبا طلحة ولا حفظ له عن أحد منهما سماع، ولا له من يذكرها به، ثم احتج لذلك بأن سهل بن حنيف، مات بلا خلاف سنة ثمان وثلاثين [668] ، وصلى عليه علي - رضي الله عنه - فكبر عليه ستا، وكذلك كان يفعل بالبدريين [669] ، ثم ذكر الاختلاف في وفاة أبي طلحة، فإن بعضهم قال: إنه مات سنة أربع وثلاثين [670] ، ثم قال: "والصحيح في هذا الحديث أن (بين) عبيد الله، وبين أبي طلحة، وسهل بن حنيف فيه ابن عباس [671]- رضي الله عنهما - كذا رواه الزهري من رواية ابن أبي (ذئب) [672] وغيره. ثم روي من طريق ابن أبي (ذئب) [673] عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة". ثم قال ابن عبد البر: "كأن هذا الحديث غير حديث أبي النضر". قلت: كذلك هو ولابد وحديث مالك عن أبي النضر قصة مباينة [674] لهذا الحديث المرفوع، فلا يعترض به عليها، ويجعلا واحدا. وأما عدم لقاء عبيد الله بن عبد الله الصحابيين، فهو كما ذكر في سهل بن حنيف إذ لو أدركه عبيد الله لسمع من علي - رضي الله عنه - وأمثاله [675] ، وقد حكموا على روايته عن علي بالإرسال، ولكن رواية مالك وقع فيها وهم في تسمية سهل بن حنيف إما من سالم أبي النضر، أومن الإمام مالك، وهو الظاهر، لأن النسائي روى هذه القصة في سننه الكبرى [676] , قال: أنا محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، ثنا ابن إسحاق، عن [677] سالم أبي النضر، عن عبيد الله بن عبد الله قال: "دخلت أنا وعثمان بن حنيف نعود أبا طلحة في بيته فدخلنا عليه وتحته بسط فيها صور, فقال لغلامه: أردت أن تحول هذا من تحتي. فقال له عثمان: "أو ما سمعت يا أبا طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -