وانعقد مؤتمر باندونغ بالفعل عام 1955 م، وسط مظاهر الدعاية والشعارات، حيث ضم ممثلين عن 65% من سكان الأرض. وبرز فيه أسماء كبار قادة ما سمّي بالحياد الإيجابي: نهرو رئيس الهند، وأحمد سوكارنو الرئيس الإندونيسي، وبروز تيتو الرئيس اليوغسلافي، وشوان لاي الزعيم الصيني، وجمال عبد الناصر الرئيس المصري.
وكان جدول أعمال المؤتمر غامضاً للغاية، كما كانت القضية معرفة ما ستكون عليه المناقشات. وبعد جوّ من الخطابة صوّت على ميثاق من عشر نقاط ذات طابع عام جداً، ومرن للغاية [75] هي:
1- احترام حقوق الإنسان.
2- احترام أهداف ومبادئ شرعة الأمم المتحدة.
3- احترام سيادة الدول وسلامتها القومية.
4- مساواة الشعوب والأمم.
5- عدم التدخل في شئون الدول الداخلية.
6- تسوية الخلافات بالطرق السلمية.
7- إعلاء شأن المصالح المشتركة والتعاون.
8- شجب الاستعمار بجميع مظاهره.
9- شجب التمييز العنصري.
10- دعم حقوق الشعب العربي في فلسطين.
وعندما طالبت سيلان وتركيا والعراق شجب الاستعمار الروسي في أوربا الشرقية، قام نهرو بهجوم، وطالب باشتراك البلاد الأفرو - آسيوية بقوة دولية ثالثة تشجع التعايش بين الشرق والغرب. واكتفي أخيراً بالاقتراح الغامض: شجب الاستعمار بجميع مظاهره، وأما الحياد فلم يؤخذ به لأن أحد المبادئ صيغ على الشكل التالي:
"احترام حق كل أمة بالدفاع عن نفسها فردياً وجماعياً، طبقاً لشرعة الأمم المتحدة" [76] .
ومن خلال هذه الدول تأسست عام 1958 "منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي" واتخذت القاهرة مقراً لها.