كان الاتحاد السوفييتي قد سيطر أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها مباشرة على أوربا الشرقية سيطرة كاملة. حيث شملت عام 1948 م: ألمانيا الشرقية، وبولندة، وتشيكوسلوفاكيا، وهونغاريا، ويوغسلافيا، وألبانيا، وبلغاريا، ورومانيا. وربطت روسيا هذه البلدان بها بمعاهدات ذات طابع سياسي وضعت أولياتها زمن الحرب [42] ، أطلقت عليها اسم: (علاقات الصداقة والمساعدة المتبادلة بين الاتحاد السوفييتي ودول الديمقراطية الشعبية) [43] . واعتمدت على قيام أنظمة شيوعية مخلصة لموسكو، ترتكز على دكتاتورية البرولوتاريا (الطبقة العاملة) [44] ، واعتمدت في الحكم على القهر، والتضييق، وكبت الحريات على مختلف أشكالها وألوانها.
وبعد القطيعة بين روسيا وأمريكا عام 1947 م أشرفت روسيا على عقد معاهدات بين الدول التي تسير في فلكها، بعضها مع بعض [45] . كما عقدت مع الصين الشيوعية معاهدة للصداقة والتحالف والمساعدة المتبادلة عام 1950م [46] ، وأنشأت جمهورية ألمانيا الشرقية عام1949 م [47] . وأخذت تصدر الشعارات الاشتراكية إلى بلاد الإسلام، باسم التقدمية، ومحاربة الرجعية والاستعمار والرأسمالية، فاستهوت كثيراً من الناس، وخفت صوت الإسلام، وضُرب المسلمون ضربات موجعة تحت اسم هذه الشعارات في بلاد الإسلام التي في الاتحاد السوفييتي، وفي يوغسلافيا، وأوربا الشرقية، والصين، ومصر، وإندونيسيا، والهند الصينية. ثم في أقطار إسلامية أخرى.