وقصارى القول: إن التفكير السليم هو السُّلم إلى السعادة في الدنيا والآخرة وإن علم الله لا يحيط به أحد من خلقه وإنه لمن أجهل الجهل وأخطر الخطر أن يقول الإنسان في مخلوقات الله التي لا يعلمها إذا أخبر عنها بغير علم فيسارع إلى إنكارها لكونها خرجت عن محيط إدراكه وفهمه القاصر السيئ، لأنه لم يستدل على ما لا يعلمه بما يعلمه على أن الله على كل شيء قدير وإن كل ما يتوصل إليه من العلم فهو لا يخرج عن خلق الله وقدرته العظيمة الشأن، وإنما على المرء أن لا يتسرع إلى هذا القول الأحمق والاعتقاد الفاسد حتى يتيقن عدم ما أنبئ به أو يتحقق ثبوته، فيزداد العاقل إيماناً بربه وأنه خلق ويخلق ما لا نعلم ويعلم الإنسان ما لم يعلم.
هذا وكل ما ذكرته ما هو إلا نبذة من العلوم والتفكير في مخلوقات الله، والله الهادي إلى سواء السبيل.