ومن مظاهر التوسع المعرفي والإضافة إليها استيعاب البيهقي لمواد جملة كبيرة من موارده الهامة مع القيام بنقدها، وإلحاق الشواهد والمتابعات بها - إنْ كانت هذه الموارد قد اشترطت الصحة في منهجها كالصحيحين والمستخرجات عليهما - وإن لم تشترط ذلك قام بإضافة التقويمات النقدية المناسبة لكل نص من نصوصها في الغالب الأعم من منهجه. فنراه قد اقتبس من الصحيحين ما يربو على (7000) حديث من طريقه وأسانيده الخاصة به، أي إنه استوفى مجموع متون الصحيحين في كتابه. وكذا بالنسبة لسنن أبي داود الذي اقتبس منه ما يقرب من ألفي حديث، ومسند ابن وهب الذي اقتبس منه (1313) رواية، واقتبس من "سنن الدارقطني" (758) رواية، وموطأ مالك (386) رواية، وسنن ابن الأعرابي (642) رواية، ومسند الصفار (1407) من الروايات، وسنن الشافعي وغيرها من مصنفاته (1704) من الروايات، والكامل لابن عدي (348) اقتباساً، وغير ذلك من الاقتباسات الكثيرة، وهذه الأرقام لا تعتبر نهائية في مقدار ما اقتبس البيهقي من هذه الموارد في حدود "السنن الكبرى"فإنما ذكرتُ حصيلة ما رواه عن شيخ واحد ممن أكثر عنه في الاقتباس من أحد هذه الموارد، وهناك الكثير منها قد تلقَّاه عن أكثر من طريق، ولو جمعنا هذه الطرق لقفز العدد الجملي إلى أكثر من ذلك بكثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015