حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن [171] قال: حدثنا أسد بن موسى [172] قال: حدثنا حماد ابن دليل [173] قال: سمعت سفيان الثوري [174] يحدثنا عن النضر. ورواه أبو داود أيضا بالسند العالي قال: حدثنا محمد بن كثير [175] قال: حدثنا سفيان قال: "كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القَدَر، فكتب [176] ؛ أوصيك بتقوى الله والاقتصاد [177] في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،وترك ما أحدث المحدثون، بعد ما جرت به سنته، وكفوا مئونته، فعليك بلزوم السنة فإنها لك - بإذن الله - عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها [178] ، أو عبرة فيها، فإن السنة إنما سنها من قد علم [179] ما في خلافها من الخطأ، والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كَفّوا [180] ، وهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه [181] لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: - إنما حدث بعدهم - (فـ) ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مَقْصِر [182] ، وما فوقهم من مجسر [183] ، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح [184] عنهم أقوام فعلوا، وإنهم بين ذلك [185] لعلى هدى مستقيم ... الخ" [186] . ونقل القرطبي رحمه الله عن سهل بن عبد الله التستري [187] قوله: "عليكم بالاقتداء بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع أحواله ذموه، ونفروا عنه، وتبرؤا منه، وأذلوه، وأهانوه ... لا يحدث أحدكم بدعة حتى يحدث له إبليس عبادة، فيتعبد بها ثم يحدث له بدعة، فإذا نطق بالبدعة ودعا الناس إليها نزع منه تلك الخدمة) [188] وهذا غيض من فيض، فنحذر إخواننا المسلمين من خطر الابتداع ومرافقة المبتدعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015