يطلق الإمام في الشرع على من يقتدى به كإمام الجماعة في صلاتهم، ومعلم الخير وفاعله، والداعي إليه كما قال تعالى عن المؤمنين: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} , وكخليفة المسلمين وهو أميرهم العام الذي يدينون له كلهم بالولاء والطاعة، لقيامه فيهم بشرع الله، وهذا هو المقصود من الحديث، وخليفة المسلمين هو أعلى رعاتهم، ومسؤوليته أعظم مسؤولية، لتعلق حقوق كل الرعية به، ولهذا استحق التقديم في الحديث، ويشبه العلماء إمام المسلمين معهم بالقلب مع سائر الأعضاء في الأهمية، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في القلب: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
والأمر كذلك بالنسبة للإمام فإن غالب رعيته يقتفون أثره ويحاولون محاكاته ما استطاعوا في الملبس والمسكن والمنكح، والعدل والظلم والتواضع والتكبر، والكرم والبخل، والإيثار والإسراف، والحزم والضبط والفوضى والاضطراب، ففي صلاحه صلاح رعيته، وفي فساده فسادهم لأن زمامهم بيده، ومصالحهم تحت تصرفه، يقودهم إلى ما تهواه نفسه، ويميل إليه طبعه، كما أن القلب مصدر صلاح الأعضاء، وفسادها لسيطرته عليها.
حق الإمام على الرعية:
للإمام على رعيته حقوق لا يجوز لهم أن يقصروا في أدائها ما استطاعوا ذلك، وتتلخص في أمرو ثلاثة: