عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: إني أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: "أبايعك على الإسلام، فشرط علي النصح لكل مسلم فبايعته على هذا".
وهذا النصح يعتمد مفهومه أيضا على الحديث الشريف التالي:
عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة - ثلاث مرات - قالوا:: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله وحقوق كتابه، وحقوق رسوله، وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم فشمل ذلك الدين كله، ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط.
فكلمة الدين النصيحة تجعل مفهوم النصيحة أمرا تعبديا خالصا، لأنه من متعلقات الدين، أو هو من الدين، أو كما ورد في الحديث الشريف: "الدين - كله - النصيحة".
وبذلك تكون النصيحة إلزامية بأن يتحراها الإنسان لأخيه الإنسان وأن لا يكتمه النصيحة إن وجد لزوما لها.
والتناصح يدخل أيضا في باب التعاون الذي يتناول البر والتقوى، والنهي عن التعاون بالإثم والعدوان، لأن النصح للغير فيه عون له على إرشاده إلى ما فيه صلاحه.
والتناصح يدخل أيضا في مفهوم التواصي بالحق والتواصي بالصبر المؤكد عليهما في سورة العصر.
والتواصي كالتناصح الحاصل بين اثنين فأكثر، لأن المر يشمل المؤمنين عامة، واقتران الحق بالصبر له دلالته على أن الدعوة إلى الحق لا بد لها من صبر وحسب أداء، وكذلك التناصح فإنه إن لم يكن في حكمة وبصيرة ويستعان عليه بالصبر لم يعط مردوده المرجو منه.
ومن هذا يتحقق لنا أن التعامل الاقتصادي في الإسلام يجب أن يبنى على النصيحة، وإذا ما نصحت في عملك، أي صدقت , فإنك تكون قد حققت أحد المفاهيم أو الأوامر الإسلامية المطلوبة منك.