سيقول لك هؤلاء المنكرون: "من ذا الذي يقدر على إعادة الحياة إلينا؟! "قل لهم: "الذي فطركم وأنشأكم من العدم الصرف هو الذي يعيدها إليكم، فالقادر على الابتداء قادر على الإعادة".
وحين يسمع المشركون قولك هذا سيحركون رءوسهم حركة من يسمع الشيء فينكره ويكذبه ويستبعده ويعجب منه، وسيقولون مستهزئين متى هذا العود والإحياء؟!!.
قل لهم عسى أن يكون قريبا.
وقد أفاد هذا الاستفهام: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً} أفاد الإنكار والاستهزاء والتكذيب والاستبعاد والتعجب [9] .
ينكر هؤلاء المشركون ويكذبون أن يبعثوا من قبورهم خلقا جديدا إذا ماتوا وصاروا عظاما وترابا، ويهزءون بهذا البعث ويستبعدونه ويعجبون أن يكون.
وقد سبق إعراب مثل هذا الاستفهام، ولا حاجة إلى الإعادة والتكرار، وكلمة (خلقا) الواردة في هذا الاستفهام يجوز أن تكون مصدرا منصوبًا على المفعولية المطلقة والعامل فيه مبعوثون لأنه يلاقيه في المعنى وإن اختلف عنه في اللفظ، ويجوز أن يكون (خلقا) بمعنى مخلوقين فهو منصوب على الحالية.
الآية الرابعة في قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُوراً} .