إن العقيدة الإِسلامية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى تصديقَا وِإقراراً وتسليما وانقيادًا بالقلب واللسان، والجوارح وأعلى ذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، وعمومَا فالإِيمان هو طاعة الله تعالى وتحقيق امتثال أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ابتداء من أعلى شعب الإِيمان وهي شهادة أن لا إله إلا الله إلى أدناها وهى إماطة الأذى عن الطريق كما شرع الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتعبد لله تعالى بهذه الطاعة حبا ورجاء وخوفا لله ومنه سبحانه وتعالى تعبدا يصل على درجة المراقبة والإحسان وهي أن يعبد الإِنسان ربه بذلك كأنه يراه فإن لم يكن يراه استشعر أن الله يراه شعورا لا يغيب عن باله في جميع أحواله التعبدية أو غالبها فيثمر تقوى الله في السر والعلن.
إن عقيدةً هذه ماهيتها تثمر الأمن والهداية في الدنيا والآخرة وبقدر اعتقادها يتحقق ثمرها من الأمن والهداية فمن اعتقدها اعتقادا تاما كان له الأمن التام والهداية التامة ومن كان اعتقاده دون التمام حصل له من الأمن والاهتداء بقدر اعتقاده. قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام:82) .