منجل
عبد العزيز القارئ
أيها الناس أعِدّوا للردى
واستفيقوا فاللظى يستعرُ
قامت النارُ من الشرق فهلْ
تعلمون اليوم ما يُنتَظرُ
والضحايا الكُثْرُ في تلك الرُبا
والدمارُ الزاحف المنتشر
(منجلٌ) يهدم في عالمكمْ
لو ترون اليوم ما يَسْتتر
حملوا الناس على (مِطْرقةٍ)
فالورى من بأسها منقهر
بدماء البؤس خاضوا ثورةً
سوف تُفْنى الأرضَ لو تقتدر
شاع نارُ الذل في آفاقكم
من يريد الذلّ؟ من ينتحر؟
يا شعوبَ الأرض غُضّوا طَرْفكمْ
يا بني آدمَ لا تعتبروا
أطبقوا اليوم على أجفانكمْ
ليس في الأيام أمرٌ خَطَرُ
لا تثيروا ساكناً مُنْقبراً
في قفا الغفلة لن تنقبروا
والضحايا لَمْلِمُوا أكفانَهمْ
قَدّمُوا أشلاءكمْ يا بشر
أتخافون إذا الذئبُ عَوَى؟
إنه ذئبٌ جميل (أحمر) !
يا قطيعاً ضاع في أوهامه
سوف يُؤْويك صديقٌ أشِرُ
يادعاةَ الكفر إما نلتقي
في بحار الموت أو ننتصرُ
أوقدوا النارَ فأنتمْ أهلُها
واشحذوا السكين فيكم تُكْسَرُ
لو ملأْتمْ كلّ أرضٍ فجأةً
بالردَى فاللهُ منكمْ أكبر
قد ملأنا الأمس من أشلائهمْ
عندما هاجَ المغولَ الظفرُ
وكسرناه صليباً غازياً
حينما جارَ الصليبُ الأصفر
يا بني الملة فيكمْ حَرّها
في رباكم نارُها تنتشر
اتركوا الحلمَ على أعقابكمْ
ليس ُيجْدي في لظاها النظر
ليس (للمنجل) إلا بطشةٌ
فادفنوه قبل أن تندثروا
إن للبغي دواءً ناجعاً
عزمةٌ مؤمنةٌ لا تَغْفِرُ