قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الصابر على دينه في آخر الزمان كالقابض على الجمر، له أجر خمسين"قالوا: يا رسول الله منا أم منهم؟ قال: بل منكم! " أي: له أجر خمسين رجلا من الصحابة رضي الله عنهم.
والذي نرجوه منكم - أيها الإخوان الأحباب - أن تتذكروا أن الإسلام دين دعوة وإرشاد، وأن الدعوة إليه ليست قاصرة على رجال العلم به أو من يقال لهم رجال الدين، بل إن على كل مسلم أن يدعو إلى الله، ويرشد إلى الإسلام حسب علمه وقدرته، قال تعالى مخاطبا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يعني: إن سبيلي، أي طريقي، ومنهجي في الحياة أن أدعوا إلى الله على بصيرة من الأمر، وأن يكون كل من اتبعني يدعو إلى الله على بصيرة، وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} .
إذا فإن كل مسلم يجب أن يكون مبشرا بالإسلام، وذلك بحسب قدرته، واستطاعته وعلمه.
قد يقال: إنه ليس من الممكن أن يكون كل مسلم عالما بأمور الإسلام على وجه الشرح، والتفصيل، وقد يكون ذلك صحيحا، ولكن هذا لا يمنع من الدعوة إلى الإسلام بما يعرفه منه، فإذا احتاج الأمر إلى معرفة تفصيل العبادات، ودقائق المعاملات فذلك واجب العلماء بالدين الذي قال الله تعالى فيهم: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} وأهل الذكر العلماء بأمور الدين.
ثم إن الدعوة إلى الإسلام كما تكون بالقول والبيان, فإنها كذلك تكون بالأفعال.
فيجب على كل مسلم أن يكون مثالاً للأخلاق الفاضلة، وأن يكون متحلياً بالسلوك الحميد حتى تكون حالته تلك خير دعوة للإسلام، وأفضل تعريف بالإسلام لمن لا يعرفون عنه شيئا.