ولا يفوتنا ذكر ما لقيته الصوفية المنحرفة، من تشجيع فقد أنشأ الإيطالي (بلفنطى) مطبعته الحجرية التي طبعت بعض الدواوين الصوفية إلى جانب الكتب المسيحية، فالتبشير المسيحي يهتم بالتصوف الذي يحث على التواكل والتكاسل، ويشجع انتشار روح الفرقة بين المسلمين، ويعبر المستشرقون في كتاباتهم عن الإعجاب الشديد بالفلسفات الشرقية الغنوصية، وبالشطحات الصوفية مثل الفتوحات المكية لابن عربي وقصائد الحلاج وكتابات السهروردي وغيرها من الأفكار المدسوسة على الإسلام بما فيها من جبرية ووحدة الوجود ومذهب الحلول المنحرف الكافر.
الإعلام الصهيوني
ولقد تسابق اليهود والمسيحيون في إرساء قواعد الإعلام عن طريق إنشاء المطابع في فلسطين، ففي سنة 1830 أنشأ نسيم باق مطبعته في القدس لطبع كتب الديانة اليهودية، وكانت حروف تلك المطبعة عبرية، وفي سنة 1848 أسس جماعة من الإنجليز مطبعة بالقدس أسموها مطبعة لندن لانتشار الإنجيل، كما أنشأ الأرمن في السنة نفسها مطبعة وضعوها بديرهم المجاور لجبل صهيون، ولم يكتف اليهود بمطبعة نسيم باق بل ثنوها بمطبعة أسسها داويد ساسون سنة 1850.
وهكذا أخذت المطابع اليهودية ترتبط بالحركة الصهيونية، وكانت الدعاية توجه إلى يهود العالم، ثم إلى العالم المسيحي توطئة للأحداث المؤسفة التي فرقت شمل العالم العربي، وعملت على تمزيق الصف الإسلامي أيضا، وليست مجرد صدفة أن معظم قادة اليهود من رجال الإعلام والصحافة بدءاً من تيودور هرتزل الذي ترأس مؤتمر بازل في سويسرة سنة 1897 حتى رجال الصحافة والسينما والتلفزيون الذين يهيمنون على وكالات الأنباء والصحف وغيرها من دور النشر والإذاعة والسينما.
ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على اهتمام اليهود بالإعلام والصحافة بوجه خاص، فهم يملكون:
1- 244 صحيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، منها 151 دورية.
2- 30 دورية في كندا.