وفي تهيئة الأمة لقبول حكم معين كان الخليفة يوم الجمعة يعلن في الناس ويمهد لقراره ويقنع الجماهير به، ففي مسألة تحديد المهور استشار عمر الناس في المسجد فردت عليه امرأة رأيه بالآية الكريمة: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} . فأعلن رجوعه عن رأيه وقال: "اللهم، غفرا كل الناس أفقه من عمر، أخطأ عمر وأصابت امرأة" [28] .
وفي الصورة المقابلة نجد خطبة الجمعة التي من شأنها أن تعالج قضايا الأمة يعرضها أولو الأمر من العلماء والحكام لتقوم بتهيئة الرأي العام لقبول القرار الذي ستتخذه الدولة أو رفضه بمناقشته وبيان مدى تحقيقه لأهداف الشريعة ومقاصدها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
صلى الله عليه وسلم.S.رضي الله عنهo gardus. The Making of public opinio - P. 5
والإعلام والدعاية نظريات وتجارب. د: محمد عبد القادر حاتم (ص123) .
[2] المرجع السابق.
[3] تفسير ابن كثير: (4/206) . ط دار الفكر.
[4] متفق عليه.
[5] نزلت (18) آية في سورة النور في هذا الموضوع.
[6] تفسير النسفي: (3/323) .
[7] رواه البخاري والترمذي: الترغيب والترهيب (4/4-5) .
[8] رواه الترمذي والحاكم: وقال صحيح الإسناد/ الترغيب (4/ص4) .
[9] رواه مسلم: الترغيب والترهيب للحافظ المنذري (4/5) .
[10] رواه ابن ماجه: ورواته ثقات ـ المرجع السابق (6) .
[11] رواه البخاري: عن زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ المرجع السابق (6) .
[12] رواه أبو داود: المرجع السابق: (8) .
[13] رواه أبو داود والترمذي.
[14] انظر قصتهم في صحيح البخاري كتاب المغازي زفي الطبري (11/58) .
[15] تفسير القرطبي: (7/13) .