"شهدت بنفسي عندما زرت المملكة العربية السعودية، ماذا صنع الملك عبد العزيز لرفاهية شعبه، لقد استقر بفضله السلام والأمن في البلاد التي كانت من قبل تمزقها المنازعات الداخلية.
وأتيح لي أن أشهد كيف تم الاعتراف به ملكا وزعيما على شعبه الذي أضاء له حكمه الطريق إلى الارتقاء في جميع المناحي الاجتماعية والثقافية" [23] .
وكان للكاتبات الغربيات مجال كبير في الكتابة عن الملك عبد العزيز، فقد تناولن شخصيته وسيرته بكثير من الدراسة والتحليل، بل إن بعضهن تكلفن المشاق لرؤية هذا البطل العظيم وممن كتبن عنه الكاتبة الفرنسية أندريه فيوليس في مارس 1937م قالت: "حاد النظرات، كثير الحذر في حديثه، ينظر إلى محدثه ويدرسه دراسة سريعة، هذا هو ملك الجزيرة العربية، الذي قام بما يشبه المعجزات، وأسس ملكه بين عشية وضحاها، بغير وجل، وهو بعيد المطامح طويل التروي، لا يحب المجازفة، ويعتقد أن الاستعداد للأمر ودراسته هما الوسيلتان للنجاح" [24] .
ولقد تناول الكُتّابُ العرب شخصية الملك عبد العزيز وسيرته العطرة على طول وعرض الوطن العربي بالإكبار والإجلال جزاء ما قدم للإسلام ولبلاد المسلمين من تضحية وفداء.
قال عبد الرحمن عزام:
"تميز الملك عبد العزيز، فوق خصال الشجاعة والكرم والعقل، بتبسطه في الحديث، وعدم التكلف فيه، والمؤانسة لزائره، وهو في جزيرة العرب ليس ملكا فحسب، بل رئيس أسرة، ومن عجيب شأنه أن هذه الأسرة جمعت خصومه الأولين وأعداءه وأولياه في ساحته.
وكان مما يعجبني، وقد تشرفت بأن كنت ضيفا له مرتين، أن أرى على مائدته أوفي الصيد معه، أولئك الذين قاتلهم أو قتل آباءهم من قبل، يعاملون معاملة الإخوة والأبناء" [25] .
وقال الكاتب المشهور محمود أبو الفتح في عام 1930 م: