الملك عبد العزيز آل سعود
بين نصره لله ونصر الله له
للشيخ إبراهيم محمد حسن الجمل
المدرس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة
إن المتتبع لسيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود رحمهم الله ليلمس أن توفيق الله العلي القدير كان دائما يلازمه، ولم يكن نصره سبحانه وتعالى، وتأييده له، وعنايته به، إلا لنشره دعوته، ولتثبيت عقيدته، وأي دعوة أحب إلى الله جل وعلا، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم من إعلاء شأن الدين والتمسك بكتابه الكريم، والسنة الشريفة، وأي عقيدة أسمى من عقيدة التوحيد، التي سار عليها الملك عبد العزيز في كل حياته، حتى أفناها في سبيل ذلك.
قال رحمه الله:
"إنني والله لا أحب إلا من أحب الله حبا خالصا من الشرك والبدع، وأنا والله لا أعمل إلا لأجل ذلك، ولا يهمني أن كون ملكا أو فقيراً".
وقال أيضا:
"والله ثم والله إني لأفضل أن أكون على رأس جبل، آكل من عشب الأرض وأعبد الله وحده من أن كون ملكا على سائر الدنيا وما فيها" [1] .
ونصر الله وتأييده لا يكونان لذات شخص، ولا لإظهار إنسان؛ فكم من قادة وأبطال ملكوا كل مقومات الحرب، والقتال من قوة وعتاد، وشجاعة وبسالة، لم تلحظهم عناية الله، لأن ما قاموا به لم يكن لنصرة الله، ولا لتثبيت كلمته، ولا للدعوة إلى دينه، وإنما لإشباع رغبة، ولإظهار شخصية، ولتحقيق هدف دنيوي، فارتدت إليهم سهامهم فخارت قواهم من حيث لا يدرون، ولا يعرفون لذلك سببا، ولم يعرفوا الاستقرار، والاطمئنان والهدوء، ومنوا بالهزيمة والخذلان:
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمان