نوعيات المقبلين على الإسلام: والمتتبع للنوعيات البشرية التي تقبل على الإسلام من بين الإنجليز يجدهم يمثلون كل المستويات الفكرية والاجتماعية، والأعمار المختلفة مع كثرة الشباب من الجنسين الذكور والإناث، فأنت تجد من بين هؤلاء الأستاذ في الجامعة والطالب وصاحب العمل والعامل، والرجل والمرأة، والكاتب والمفكر والرجل العادي، وهناك أعداد كبيرة تعيش مع الناس، ولا تكشف إسلامهم إلا إذا ساقتك الصدف للالتقاء بهم، ومن هذا القبيل أن أحد الشباب تقدم لعدد من الجامعات بطلبات التحاق بقسم الدراسات العليا في إحدى كليات الزراعة وجاءه خطاب من إحدى الكليات بلندن يدعوه لمقابلة الأستاذ المشرف وحدد له الاسم واليوم والمكان والساعة، وفي الوقت والمكان المحددين كان الشاب يدق باب الحجرة، فأذن له بالدخول واستقبله أحد الأساتذة المتخصصين في علم الحشرات ودار الحوار بينهما حول الموضوع الذي جاء الشاب من أجله، ثم أحضر الأستاذ كأسين زجاجين وتهيأ لتقديم تحية للضيف الشاب، وأبصر الشاب بجانب الأستاذ زجاجة مغلفة بغطاء مفضض، ونحن في الشرق قد تعودنا على أن ننظر إلى الزجاجات المغلفة بهذه الطريقة على أن بها شراباً محرما، فاعتذر الشاب عن المشاركة في الشراب قائلا باللغة الإنجليزية (Ido not عز وجلrink wine) أنا لا أشرب الخمر، فطمأنه الأستاذ قائلا له إنها ليست خمراً وإنما عصير فاكهة (This is not wine itis Frout Joes) ثم أفرغ من الزجاجة في الكأس وقدم أحدهما للشاب الذي لم يتعود مذاق هذا العصير من قبل، فنحن نفضل في بلادنا أن نأكل الفاكهة طازجة ولم نكن تعودنا ذلك بعد، وكان ذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.