عندما خرجنا من المسجد رأينا السيارات في الشوارع واقفة والمصلون قد ملأوا الشوارع كلها فلم يقدر أهلها على تحريكها من أماكنها وابتعدنا مسافة عن المسجد فاستأجرنا سيارة وحاول قائدها السير فلم يقدر لأن المصلين انتشروا في الشوارع كلها فوقفنا مدة ننظر إلى هذه الأعداد الهائلة. والظاهر أن مسجداً آخر في حارة أخرى خرج المصلون منه فالتقت الجموع وزاد الزحام والهدوء يخيم على الأندونيسيين. بنظام ولو كانت هذه الجموع من بعض الشعوب الأخرى لكان الصخب والضجيج والتدافع مسيطرة على الشوارع.
عندئذ قلت للأخ عبد الله باهرمز: هكذا مساجد أندونيسيا كلها قال: نعم وهذا المسجد من المساجد المتوسطة وليس من الكبيرة قلت: لو ربي هذا الشباب تربية إسلامية سليمة كما أراد الله في منهجه: الكتاب والسنة لكانت هذه الأعداد كلها نفيراً عاماً أو جيشاً شعبياً يرهب أعداء الله. وأعداء الله يرهبون هذا المظهر على الرغم من ضعف التربية وهنا تذكرت المسجد النبوي الذي كان المصلون فيه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه كلهم جنود دعوة وجهاد.
أجمع بينهما على سنة الله ورسوله:
عندما رجعنا إلى الفندق كنت مشغولاً بالكتابة فنبهني الشيخ عبد القوي إلى التليفزيون فالتفت فإذا تلك الفتاة الأندونيسية ترتل كتاب الله بصوتها، وهي محتجبة ما عدا وجهها وكفيها وتقرأ في المصحف لم ترفع عينها عنه قلت لعبد الله باهرمز هذه قارئة وهذا قارئ فاجمع بينهما على سنة الله ورسوله ليتعاونا معاً على حفظ كتاب الله وتلاوته وتعليمه فهش الشيخ وبش ولكنه أحجم خوفاً من جو الزوجتين وقد رآه من بعد فأخافه.
2/9/1400 هـ في منزل الدكتور رشيدي: