إن من دواعي سرورنا واغتباطنا في هذه الجامعة أن نجد الاستجابة التامة من العلماء والأدباء والمفكرين لحضور هذا المنتدى الكريم الذي ستناقشون فيه ما يتصل بتأكيد إعادة الحق إلى نصابه بربط الأدب بالإسلام وهذا الموضوع وإن بدا لبعض الأفكار غريباً إما لكونه من باب تحصيل الحاصل وإما لأن الأدب له مناهجه المتحررة من قيود الدين والالتزام بقوانينه التي قد يرى الأديب نفسه مكبلا بقيود حديدية لا يستطيع تجاوزها إلى الرحب من آفاق الأدب ومجالاته المتعددة فإنا على أي حال من الحالين لا بد أن نعنى في الجامعات العربية الإسلامية بتبيان الحق وتأكيد ارتباطه بمنبعه وأصله.
إن الأدب في أصدق معانيه هو ذلك الأسلوب التعبيري الرفيع بشتى صوره خدمة للإنسان وللأمة.
أو هو ذلك البيان المؤثر على السامع بأي نوع من أنواع البيان أو لنقل ما شئنا فإنه لن يخرج عن هذه الدائرة الإنسانية ومن هنا كان لا بد أن يعلم الناس حقيقة الأدب من حيث هو أدب يخدم عقل الإنسان وفكره وحياته ذات الجوانب المتعددة وهذا يتطلب لعمر الحق جهودا مضنية توازي تلك الجهود التي بذلت بكثافة عبر فترات من التاريخ خلا فيها المقام من قائم للحق بحجة كافية.
ولعل الله قد اختاركم لتنالوا شرف القيام بهذه الحجة لتعيدوا إلى الصواب ما نَدَّ عنه من أفكار ومفكرين.
فإن اللسان ما خلقه الله تعالى إلا ليكون عبدا له وحده قريبا من كل ما يحقق هذا الأكيد بعيدا عن كل ما يعيق مسيرته في تحقيقه، يقدم الخير للناس ويدعو إلى المثل والقيم وعمارة الحياة الإنسانية بالهدى والحق.
إن الذين يظنون الأدب هو ذلك الأسلوب الناد عن الأدب البعيد عن الالتزام بالمبادئ الأخلاقية يظلمون أنفسهم بالباطل من الظن قبل أن يكونوا معتدين على الحقيقة والحق.