كانت طرابلس الغرب في هذا العهد تحت حكم فرسان مالطة وهم من المسيحيين، ونظرا لأن أهل طرابلس الغرب من المسلمين فقد وجه السلطان سليمان القانوني أمره إلى قبطان البحر العثماني طورغود رئيس بتخليص طرابلس الغرب من النفوذ المسيحي، فقام هذا القبطان بأسطوله بمحاصرة طرابلس الغرب حصاراً شديدا إلى أن اضطر حاميتها المسيحية إلى التسليم وكان ذلك عام 1551 م، وعين القانوني طورغود رئيس عينه واليا على طرابلس الغرب، وكان طورغود بطلا مسلما بحريا كبيرا، وقد استشهد بعد ذلك عام 1565 م أثناء حصار العثمانيين لجزيرة مالطة.
ثم اتجهت أنظار العثمانيين إلى استخلاص جزيرة صاقير وهي جزيرة هامة في بحر ايجه في مواجهة إزمير، وكانت في يد البنادقة وبالفعل فتحها العثمانيون عام 1566 م على يد بياله باشا.
ولم تقتصر أعمال العثمانيين الجهادية ضد الأوربيين في أوربا والبحر المتوسط فقط بل أخذ العثمانيون يناضلون ضد البرتغاليين في المحيط الهندي.
عندما فتح العثمانيون مصر في عهد والد سليمان، كان البرتغاليون قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح ووصلوا إلى الهند، وما لبثوا أن قاموا باعتداءات وحشية على مسلمي الهند، فاستنجد حاكم كجرات بالخليفة العثماني سليمان القانوني، وكان طبيعيا أن يلبي الخليفة هذا الإستنجاد فقامت القوات البحرية العثمانية بأربع حملات بحرية لتأديب البرتغاليين كانت الأولى عام 1538 م وكانت بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر العثماني وكانت نتائجها: الإستيلاء على عدن وأجزاء من اليمن ومحاصرة قلعة ديو في الهند، والثانية عام 1551 م وكان قائدها هو بيري رئيس صاحب بحرية، والثالثة عام 1552 وكانت بقيادة مراد رئيس، والرابعة بقيادة سيدي علي رئيس صاحب كتاب مرآة الممالك.
وتأتي أهمية هذه الحملات إلى أهمية مضيق باب المندب وسواحل البحر الأحمر بالنسبة للإستراتيجية العثمانية.