كلمة التحرير
للشيخ سعد ندا
هكذا شأن الأمة المؤمنة: إن رزئت تذرعت بالصبر وضرعت إلى ربها ليربط به على قلبها، وإن أعطيت سارعت إلى الشكر ولجأت إلى ربها تسأله به من فضله أن يزيدها.
وهذا ما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به المؤمن، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمْرِ المؤمن، إن أمَرهً كلّه له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابتة سرَّاء شكَرَ فكان خيراً له، وإنْ أصَابَته ضَرَّاءً صبَرَ فكانَ خيراً له" رواه مسلم.
وحين فجعت أمتنا المؤمنة بوفاة إمامها (خالد بن عبد العزيز) ، لم تسخط، ولم تقنط، رغم أنها حزنت وجزعت، بل استمسكت بالصبر وتشبثت به، وسألت ربها أن يربط على قلبها في فجيعتها، وابتهلت إليه أن يفسح لفقيدها في نعيم الجنات، وأن يرفعه فيها عالي الدرجات، لقاء ما قدم من جهود وتضحيات سخية بها نفسه، في ربوع الدنيا إلى الإسلام والمسلمين. فقد كانت حياته سجلا حافلا بالخير لأمته العربية خاصة وللأمة الإسلامية عامة بما لو سطر لحوى مجلدات. فجزاه الله عما بذل خير ما يجزي به المخلصين الصادقين.
وحين استجاب الله لهذه الأمة فأعطاها عوض الخير بجلالة الملك (فهد ابن عبد العزيز) ليكون- إن شاء الله- خير خلف لخير سلف. بادرت بحمد الله عز وجل وشكره على ما أولاها وأعطاها، وضرعت إلى ربها أن يبارك لها فيمن قيضه لقيادتها، وأن يلهمه أمر الرشد الذي يعز في ظله أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، وأن يسدد له - وولي عهده الأمين ومعاونيهم الصادقين- خير الخطى على هدى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.