وقال عثمان رضي الله عنه: "إني رأيتها تذهب العقل جملة، وما رأيت شيئاً يذهب جملة ويعود جملة ".
والواقع أن شارب الخمر وما شاكله من المسكرات يتنازل عن منزلته وشرفه من حيث هو إنسان كرمه الله وجعله أشرف المخلوقات، ويمسي حيواناً لا عقل له ولا فهم.
لهذا كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتوقعون تحريم الخمر ويدعون الله لتحريمها ومنهم أمير المؤمنين عمر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ونفر من الصحابة الذين قالوا يا رسول الله: " أفتنا في الخمر، فإنها مذهبة للعقل، مسلبة للمال ".
ما هو الإدمان الكحولي؟
" الإدمان هو اعتماد الجسم والتعود المتزايد لأنسجته على الكحول، وظهور أعراض انقطاعه المفاجئ عن أنسجة الجسم، والاشتهاء المرضي لتعاطيه ".
أما المدة اللازمة لحدوث هذا التعود فتتفاوت من أيام إلى شهر، ويتوقف ذلك جزئياً على الاختلافات الفردية، وعلى كميات الكحول المستهلكة.
وهناك أربع مراحل في تطور هذا التعود وهي.
1 _ مرحلة أعراض ما قبل الإدمان، يشرب الناس مجاملة ويشعرون في البدء براحة ونشوة.
2 _ مرحلة الإرهاصات: يصبح السكير أكثر انتظاماً في تعاطي الكحول ويستهلكه كالماء ويشعر بالخجل والذنب وبسبب هذه المشاعر يزداد شرباً ليمحو هذه الأحاسيس المزعجة له ويصبح الأمر حلقة مفرغة، فترتفع نسبة الكحول في دمه لدرجة التسمم.
3 _ المرحلة الحادة: لا يستطيع المدمن استعادة إرادته المفقودة مهما حاول جاهداً.
4 _ مرحلة الإدمان: يعيش المدمن في عالم خاص لا علاقة له بواقعه، ويفقد كثيراً من ملكاته العقلية، ويتدهور أخلاقياً فيسرق، أو يعتدي ويغتصب النساء، ويهاجم القاصرين والقاصرات مع أنه ينهار سريعاً مع عواطفه وفكره وصحته بسبب الإشباع الكامل لأنسجته بمادة الكحول.